المهجر
شهدت نهاية القرن التاسع عشر حركة هجرة كثيفة من الشرق الأوسط تجاه أوروبا وقارتي أمريكا الشمالية
والجنوبية، عملية الهجرة كانت أكثر كثافة لدى المسيحيين من المسملين المشرقيين، أسباب الهجرة يمكن حصرها
بانهيار الاقتصاد في الدولة العثمانية وارتفاع معدل الضرائب، واشتدت وطأة الهجرة في أعقاب المجازر الحميدية
ومذابح سيفو خلال الحرب العالمية الأولى. برز في المغترب عدد كبير من مثقفي الناطقي في السريانية، لعل
أشهرهم نعوم فايق الذي أسس عدة جرائد ومجلات سريانية في الولايات المتحدة وأوروبا منها جريدة حويودو
،ܚܘܝܕܐ التي لا تزال تصدر حتى اليوم في السويد. الموجة الثانية في الهجرة، بدأت في ستينات
القرن العشرين
لأسباب اقتصادية، وخاصة إلى السويد وألمانيا، تلتها موجات هجرة بسبب الحروب المتواصلة بين العراق وإيران،
إضافة إلى ذلك أدت حرب الخليج الثانية واحتلال العراق إلى هجرة مئات الألاف من الناطقين بالسريانية إلى
دول أخرى الأردن وسوريا ولبنان.
تنتشر السريانية حالياً بلهجتها الشرقية والغربية في أوروبا، بشكل خاص في السويد حيث تأسست هناك صحافة
ومحطات إذاعية وتلفزة ناطقة بالسريانية.[91] وأبدت الحكومة السويدية دعمًا خاصًا لتشجيع تعلم اللغة السريانية
والحفاظ عليها.[92] كما تتواجد أعداد كبيرة نسبياً من الناطقين بالسريانية في ألمانيا وهولندا.[93]
في الولايات المتحدة يبلغ عدد أتباع الكنائس السريانية بحوالي النصف مليون وينتشرون بكثافة في ديترويت
ضمن ولاية ميشيغان كما يشكلون نسبة كبيرة نسبياً في تورلوك حيث توجد هناك قناة تلفازية ومحطات راديو
ناطقة بالسريانية،[94] وبالرغم من هذا فإن عدد المتحدثين بالسريانية كلغة أم في الإحصاءت الرسمية لا
يتعدى 50,000 نسمة.[95]
في النصف الثاني من القرن العشرين وصلت اللغة السريانية كلغة ليتورجية للصلاة إلى عدد من بلدان الخليج
العربي مع وصول العمالة الهندية للمنطقة (خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة [96])، حيث أسس هناك
أبناء الكنائس السريانية الهندية عدة رعاية انتظمت بعضها بأبرشيات يرأسها أسقف بينما ارتبطت أخرى بالكرسي
البطريركي الذي تعتبره مرجعية لها